إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)[ سورة يس ]
في الآيةِ كلمةٌ واحدةٌ لو عقلَها الإنسانُ لاقشعرَّ جلدُه، هذه الكلمةُ " و آثارهم " إنسانٌ طلَّق زوجتَه طلاقا تعسُّفِيًّا، الزوج له مظهرٌ ديني و كان طلاقُه تعسُّفِيًّا، فلما رأتْ زوجَها طلَّقها طلاقا تعسُّفيا أرادت أن تنتقم منه و من دينه فسكَرَتْ و انحرفتْ فإذا سقطتْ أو تزوَّجتْ من فاسقٍ أو أنجبتْ بنتا ربَّتْها على منوالها، فكلُّ الفساد الذي سيظهر من هذه المرأةِ بسبب الطلاق التعسُّفي الذي طالها من زوجها، فآثارُ هذا الطلاقِ وما جرَّ من انحرافٍ و إثمٍ و من فتياتٍ فاسداتٍ ومن ذرِّيةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة هو بسب الطلاق التعسُّفي الذي أوقعه الزوجُ ظلمًا على زوجته، فانتقمت منه ومن دينه، هذه هي الآثارُ، إنسانٌ أراد أن يعلِّم ابنَه اللغةَ الأجنبيةَ فأرسله إلى بلدٍ وهو يعرف أن ابنَه ذو مقاومةٍ هشَّةٍ، فجالس مع أسرةٍ متفلِّتةٍ و زلَّتْ قدمُه فانحرفَ، و رجع إلى بلاد المسلمين في حالٍ أخرى، و رفض دينَ أُمَّتِه، و انحلَّتْ أخلاقُه و أتى بامرأةٍ أجنبيةٍ فسقتْ و فجرتْ في بلاده، كلُّ هذا الفسقُ و الفجورُ بسببِ قرار الأبِ غيرِ الحكيمِ، أحيانا الإنسانُ يسهِم في عملٍ يستمرُّ من بعده بشكلٍ سيئ كأنْ يؤَسِّس مشروعًا لا يرضِي اللهَ تعالى و مات بعد ذلك، فالآثارُ المترتِّبةُ عن هذا المشروع في صحيفة الذي أسَّسهُ إلى يوم القيامةِ،
سهرةٌ مختلَطةٌ صار فيها إعجابٌ و هاتفٌ و زيارةٌ مفاجئةٌ و بعدها خيانةٌ زوجيةٌ، فالذي دعا إلى وليمةٍ و قال: نحن هكذا علَّمنا أبونا و لم يعبأ بقواعد الشرعِ، و من خلال هذا اللقاءِ المختلَطِ انتهى الأمرُ إلى خيانةٍ زوجيَّةٍ و إلى طلاقٍ و إلى تشرُّد الأولادِ، وهذه الآثارُ في صحيفة الذي دعاهم
الإنسانُ إذا لم يربَّي ابنَه و ترك له مالًا وفسق به الابنُ لجهله فالأبُ محاسَبٌ عنه، ترك له مالا و لم يترك له علما، فالأبُ يقول:يا أهلي يا ولدي لا تلعبَنَّ بكم الدنيا كما لعبَتْ بي، جمعتُ المالَ مما حلَّ و حرم فأنفقْتُه في حِلِّه و في غير حِلِّه فالهناءُ لكم و التَّبِعةُ عليَّ، و قبل أن تجمع بين رجلٍ و امرأةٍ لا يحِلُّ لهما أن يجتمعا و قبل أن تطلِّق طلاقا تعسُّفِيا و قبل أن تبيعَ بضاعةً يمكن أن تُوَظَّف في الباطل فكلُّ ما يجري من هذه البضاعةِ من المعاصي في صحيفة الذي اشتراها و باعها و تاجر بها، فالمؤمن يقف وقفةً متأنيَّةً عند كلَّ عمل له آثارٌ لا يحكمها و لا يسيطر عليها، فأيُّ عمل أو سلوكٍ أدى إلى معصيةٍ واستمرَّتْ هذه المعصيةُ ففي صحيفة الذي فعله أوَّلَ مرةٍ، رجلٌ جاء من السعودية إلى الشام بسيارته، و دخل إلى ورشةِ الصيانةِ من أجلِ صيانةِ بعضِ أجزاء السيارةِ، صاحب المحلِّ كلَّف صانعا صغيرا أن يراقب الموضوعَ، هذا الصانعُ ما ضبط هذه الآلةَ هرب منها الزيتُ و بعد حينٍ توقَّفت السيارةُ، و الحَرُّ 57 درجة وخرج صاحبُ السيارة لينظر في الخللِ فأكل ضربةً من الشمسِ أودتْ بحياته، هذا الذي كلفَ الصانعَ لضبط الخلل يُبنَى عليه سلامةُ أسرةٍ أليس محاسبًا عند الله عز وجل ؟ و أحدُ الأخوة الكرام أطلعني على رقبته تقريبا عشرون حبَّةٍ مخيفةٍ بقيَ يعالجها سنواتٍ، و السَّببُ أن شفرةَ الحلاقة كان ملوَّثا فسبَّبَ جرثومًا و لم تنتهِ هذه المشكلة، فالإنسانُ الذي لم يهتم بمصلحته و لم يعقِّم أدواته يحاسَبُ عند الله تعالى، فأيُّ مضاعفاتٍ تنتج عن سلوكٍ وعن وعيٍ فالإنسانُ محاسَبٌ عنه،
فمن عمل عملا أصرَّ عليه و لم يندم عليه و لم يستغفرْ منه و فعَلَه عن قصدٍ و تصميمٍ سُجِّلَ عليه، و آثارُ هذا العملِ باقيةٌ في صحيفته إلى يوم القيامةِ، و لو فرضنا أنَّ فتاةً بريئةً من الممكنِ أن تكون زوجةً ثم تغدو أمًّا، لها زوجٌ يحترمها و يحبُّها و يرعى شؤونَها و ينفق عليها و أنجبتْ له الأولادَ يحبُّون أمَّهم و يعطفون عليها ثم أصبحتْ جدَّةً لها أولادُ الأولادِ و هي في أعلى مكانةٍ، و لو أنَّ شابا أغوى فتاةً و زنى بها وهذه خافتْ الفضيحةَ فهربتْ و لا تملك من حطامِ الدنيا إلا جمالها و امتهنت الدَّعارةَ، هذه الفتاةُ إذا جاء من نسلها مليون فتاةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة كلُّ هؤلاء الفتيات الفاسداتِ في صحيفة الذي زنى بهات أول مرةٍ،
ويمكن لك أن تسافر إلى بلدٍ تهدي إنسانًا و تغيبُ عنه سنوات فتجدُ الآلافَ من الناسِ على الطريق المستقيمِ، كلُّهم من إنسانٍ واحدٍ و أنت سببُ هدايته، و كلُّهم في صحيفتك،
راتب النابلسى
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
.................................................. ...............
- لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْمًا ، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولَ كِفْلٌ من دمها . لأنَّهُ كان أولُ من سَنَّ القتلَ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1677 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
انظر شرح الحديث رقم 14900
والحديث واضح في أن ابن آدم (قابيل) عليه نصيب وجزء من وزر كل قاتل يَقتل ظلماً ، لأنه أول من سن القتل ، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ". وسن السنة السيئة على قسمين : قسم لم يكن موجوداً في الأصل ويكون صاحبه أول من عمله ، فهذا – إذا لم يتب منه – فعليه نصيب من وزر من عمل به كما كان من قابيل حيث إنه لم يتب من ذنبه الذي فعله "فأصبح من الخاسرين" وأما قوله تعالى "فأصبح من النادمين" فلم يكن هذا ندم توبة وإنما كان ندمه على فقده لأخيه لا على قتله إياه وارتكابه هذا الذنب ، قال ابن عباس: ولو كان ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه
اسلام ويب
قوله تعالى:” وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ"
العبرة ليست بعدد السنين التي نعيشها، بل بعدد الآثار التي نتركها،
فلنحرص على ترك الأثر!
(ريم العمود )
------------------
بما أنَّنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائلُ الاتِّصالات، ونقل المعلومات، أصبح من الأهمية بمكان التَّذكير بشناعة السيِّئات الجارية، ومدى خطورتِها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه، وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعيًا إلى الضَّلال وناشرًا إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر!
ومِنْ ثَمَّ؛ فإنَّه بسبب ما نشهده من تقدم وتطوُّر في سائر نواحي الحياة - لا سيما في مجال نقل المعلومات - كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:
القنوات الفضائية:
- إنشاء القنوات الفاسدة التي تبثُّ الأفكار المخالفة للإسلام، وتروِّج للأخلاق المنحرفة، كقنوات أهل البدع، وقنوات الأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة
(الإنترنت) "الشبكة العنكبوتية":
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشرِّ، ولعلَّ من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
— إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضَّارة، كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثَبَتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
— نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
— تعليم الآخرين طريقةَ فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
— وضع صور سيِّئة كخلفية لمنتدى، أو موقع معين، أو على هيئة توقيع عضو.
هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يومًا بعد يوم بتطوُّر تقنيات الهواتف، وأصبح من السَّهل عن طريق هذا الجوال أنْ ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرَّسائل النصية (sms)، والرَّسائل المتعددة الوسائط (mms)، والبلوتوث، وغيرها من التقنيات المتقدِّمة، فكلُّ إسهام عن طريق الجوال في نشر الشرِّ والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشرِّ هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؛ قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].
موقع الكلم الطيب
في الآيةِ كلمةٌ واحدةٌ لو عقلَها الإنسانُ لاقشعرَّ جلدُه، هذه الكلمةُ " و آثارهم " إنسانٌ طلَّق زوجتَه طلاقا تعسُّفِيًّا، الزوج له مظهرٌ ديني و كان طلاقُه تعسُّفِيًّا، فلما رأتْ زوجَها طلَّقها طلاقا تعسُّفيا أرادت أن تنتقم منه و من دينه فسكَرَتْ و انحرفتْ فإذا سقطتْ أو تزوَّجتْ من فاسقٍ أو أنجبتْ بنتا ربَّتْها على منوالها، فكلُّ الفساد الذي سيظهر من هذه المرأةِ بسبب الطلاق التعسُّفي الذي طالها من زوجها، فآثارُ هذا الطلاقِ وما جرَّ من انحرافٍ و إثمٍ و من فتياتٍ فاسداتٍ ومن ذرِّيةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة هو بسب الطلاق التعسُّفي الذي أوقعه الزوجُ ظلمًا على زوجته، فانتقمت منه ومن دينه، هذه هي الآثارُ، إنسانٌ أراد أن يعلِّم ابنَه اللغةَ الأجنبيةَ فأرسله إلى بلدٍ وهو يعرف أن ابنَه ذو مقاومةٍ هشَّةٍ، فجالس مع أسرةٍ متفلِّتةٍ و زلَّتْ قدمُه فانحرفَ، و رجع إلى بلاد المسلمين في حالٍ أخرى، و رفض دينَ أُمَّتِه، و انحلَّتْ أخلاقُه و أتى بامرأةٍ أجنبيةٍ فسقتْ و فجرتْ في بلاده، كلُّ هذا الفسقُ و الفجورُ بسببِ قرار الأبِ غيرِ الحكيمِ، أحيانا الإنسانُ يسهِم في عملٍ يستمرُّ من بعده بشكلٍ سيئ كأنْ يؤَسِّس مشروعًا لا يرضِي اللهَ تعالى و مات بعد ذلك، فالآثارُ المترتِّبةُ عن هذا المشروع في صحيفة الذي أسَّسهُ إلى يوم القيامةِ،
سهرةٌ مختلَطةٌ صار فيها إعجابٌ و هاتفٌ و زيارةٌ مفاجئةٌ و بعدها خيانةٌ زوجيةٌ، فالذي دعا إلى وليمةٍ و قال: نحن هكذا علَّمنا أبونا و لم يعبأ بقواعد الشرعِ، و من خلال هذا اللقاءِ المختلَطِ انتهى الأمرُ إلى خيانةٍ زوجيَّةٍ و إلى طلاقٍ و إلى تشرُّد الأولادِ، وهذه الآثارُ في صحيفة الذي دعاهم
الإنسانُ إذا لم يربَّي ابنَه و ترك له مالًا وفسق به الابنُ لجهله فالأبُ محاسَبٌ عنه، ترك له مالا و لم يترك له علما، فالأبُ يقول:يا أهلي يا ولدي لا تلعبَنَّ بكم الدنيا كما لعبَتْ بي، جمعتُ المالَ مما حلَّ و حرم فأنفقْتُه في حِلِّه و في غير حِلِّه فالهناءُ لكم و التَّبِعةُ عليَّ، و قبل أن تجمع بين رجلٍ و امرأةٍ لا يحِلُّ لهما أن يجتمعا و قبل أن تطلِّق طلاقا تعسُّفِيا و قبل أن تبيعَ بضاعةً يمكن أن تُوَظَّف في الباطل فكلُّ ما يجري من هذه البضاعةِ من المعاصي في صحيفة الذي اشتراها و باعها و تاجر بها، فالمؤمن يقف وقفةً متأنيَّةً عند كلَّ عمل له آثارٌ لا يحكمها و لا يسيطر عليها، فأيُّ عمل أو سلوكٍ أدى إلى معصيةٍ واستمرَّتْ هذه المعصيةُ ففي صحيفة الذي فعله أوَّلَ مرةٍ، رجلٌ جاء من السعودية إلى الشام بسيارته، و دخل إلى ورشةِ الصيانةِ من أجلِ صيانةِ بعضِ أجزاء السيارةِ، صاحب المحلِّ كلَّف صانعا صغيرا أن يراقب الموضوعَ، هذا الصانعُ ما ضبط هذه الآلةَ هرب منها الزيتُ و بعد حينٍ توقَّفت السيارةُ، و الحَرُّ 57 درجة وخرج صاحبُ السيارة لينظر في الخللِ فأكل ضربةً من الشمسِ أودتْ بحياته، هذا الذي كلفَ الصانعَ لضبط الخلل يُبنَى عليه سلامةُ أسرةٍ أليس محاسبًا عند الله عز وجل ؟ و أحدُ الأخوة الكرام أطلعني على رقبته تقريبا عشرون حبَّةٍ مخيفةٍ بقيَ يعالجها سنواتٍ، و السَّببُ أن شفرةَ الحلاقة كان ملوَّثا فسبَّبَ جرثومًا و لم تنتهِ هذه المشكلة، فالإنسانُ الذي لم يهتم بمصلحته و لم يعقِّم أدواته يحاسَبُ عند الله تعالى، فأيُّ مضاعفاتٍ تنتج عن سلوكٍ وعن وعيٍ فالإنسانُ محاسَبٌ عنه،
فمن عمل عملا أصرَّ عليه و لم يندم عليه و لم يستغفرْ منه و فعَلَه عن قصدٍ و تصميمٍ سُجِّلَ عليه، و آثارُ هذا العملِ باقيةٌ في صحيفته إلى يوم القيامةِ، و لو فرضنا أنَّ فتاةً بريئةً من الممكنِ أن تكون زوجةً ثم تغدو أمًّا، لها زوجٌ يحترمها و يحبُّها و يرعى شؤونَها و ينفق عليها و أنجبتْ له الأولادَ يحبُّون أمَّهم و يعطفون عليها ثم أصبحتْ جدَّةً لها أولادُ الأولادِ و هي في أعلى مكانةٍ، و لو أنَّ شابا أغوى فتاةً و زنى بها وهذه خافتْ الفضيحةَ فهربتْ و لا تملك من حطامِ الدنيا إلا جمالها و امتهنت الدَّعارةَ، هذه الفتاةُ إذا جاء من نسلها مليون فتاةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة كلُّ هؤلاء الفتيات الفاسداتِ في صحيفة الذي زنى بهات أول مرةٍ،
ويمكن لك أن تسافر إلى بلدٍ تهدي إنسانًا و تغيبُ عنه سنوات فتجدُ الآلافَ من الناسِ على الطريق المستقيمِ، كلُّهم من إنسانٍ واحدٍ و أنت سببُ هدايته، و كلُّهم في صحيفتك،
راتب النابلسى
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
.................................................. ...............
- لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْمًا ، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولَ كِفْلٌ من دمها . لأنَّهُ كان أولُ من سَنَّ القتلَ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1677 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
انظر شرح الحديث رقم 14900
والحديث واضح في أن ابن آدم (قابيل) عليه نصيب وجزء من وزر كل قاتل يَقتل ظلماً ، لأنه أول من سن القتل ، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ". وسن السنة السيئة على قسمين : قسم لم يكن موجوداً في الأصل ويكون صاحبه أول من عمله ، فهذا – إذا لم يتب منه – فعليه نصيب من وزر من عمل به كما كان من قابيل حيث إنه لم يتب من ذنبه الذي فعله "فأصبح من الخاسرين" وأما قوله تعالى "فأصبح من النادمين" فلم يكن هذا ندم توبة وإنما كان ندمه على فقده لأخيه لا على قتله إياه وارتكابه هذا الذنب ، قال ابن عباس: ولو كان ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه
اسلام ويب
قوله تعالى:” وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ"
العبرة ليست بعدد السنين التي نعيشها، بل بعدد الآثار التي نتركها،
فلنحرص على ترك الأثر!
(ريم العمود )
------------------
بما أنَّنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائلُ الاتِّصالات، ونقل المعلومات، أصبح من الأهمية بمكان التَّذكير بشناعة السيِّئات الجارية، ومدى خطورتِها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه، وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعيًا إلى الضَّلال وناشرًا إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر!
ومِنْ ثَمَّ؛ فإنَّه بسبب ما نشهده من تقدم وتطوُّر في سائر نواحي الحياة - لا سيما في مجال نقل المعلومات - كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:
القنوات الفضائية:
- إنشاء القنوات الفاسدة التي تبثُّ الأفكار المخالفة للإسلام، وتروِّج للأخلاق المنحرفة، كقنوات أهل البدع، وقنوات الأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة
(الإنترنت) "الشبكة العنكبوتية":
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشرِّ، ولعلَّ من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
— إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضَّارة، كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثَبَتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
— نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
— تعليم الآخرين طريقةَ فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
— وضع صور سيِّئة كخلفية لمنتدى، أو موقع معين، أو على هيئة توقيع عضو.
هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يومًا بعد يوم بتطوُّر تقنيات الهواتف، وأصبح من السَّهل عن طريق هذا الجوال أنْ ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرَّسائل النصية (sms)، والرَّسائل المتعددة الوسائط (mms)، والبلوتوث، وغيرها من التقنيات المتقدِّمة، فكلُّ إسهام عن طريق الجوال في نشر الشرِّ والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشرِّ هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؛ قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105].
موقع الكلم الطيب
:
تعليق